أبو هريرة أكثر الناس رواية و من أشهر صحابة رسول الله محمد . اسمه في الجاهلية عبد شمس بن صخر ولما أسلم سماه رسول الله عبد الرحمن بن صخر الدوسي نسبة إلى قبيلة دوس من قبيلة زهران الحالية . أما سر كنيته أنه كان يرعى الغنم و معه هرة صغيرة يعطف عليها ويضعها في الليل في الشجر ويصحبها في النهار فكناه قومه أبا هريرة.
إسلامه
قيل أنه قدم المدينة مسلماً والرسول في خيبر سنة سبع فصلى خلف سباع الذي استخلفه الرسول على المدينة حتى قدم الرسول منتصرا على اليهود في خيبر.
حياته
كان أبو هريرة من أشد الناس فقرا حيث كان ينتمي إلى أهل الصفة,
يقول [[ يقول أبو هريرة: "ان كنت لأعتمد على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع. فمرّ بي أبو بكر فسألته عن آية في كتاب الله ما أسأله إلا ليستتبعني فمرّ ولم يفعل, فمرّ عمر فكذلك حتى مرّ رسول الله فعرف في وجهي الجوع . فقال الرسول أقبل أبا هريرة, فقال أبو هريرة: لبيك يا رسول الله, فدخلت معه البيت فوجد زيتا في قدح فقال, من أين لكم هذا؟ قيل أرسل به إلينا فلان. فقال يا أبا هريرة: فانطلق إلى أهل الصفة فادعهم, وكان أهل الصفة أضياف الإسلام لا أهل ولا مال, إذا أتت رسول الله صدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها شيئا, وإذا جاءته هدية أصاب منها وأشركهم فيها, فأقبلوا مجتمعين فلما جلسوا قال: خذ يا أبا هريرة فأعطهم فجعلت أعطي الرجل يشرب حتى يروى حتى إذا أتيت على جميعهم ناولته رسول الله فرفع رأسه لي مبتسما وقال: اشرب فشربت, فقال اشرب فشربت فما زال يقول اشرب فأشرب حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد مساغا فأخذ فشرب من الفضلة".]] في :
{{{متن}}}
قال أبو هريرة{{أقبلت مع رسول الله فسمع رجلاً يقرأ «قل هو الله أحد» فقال رسول الله: وجبت، فسألته ماذا يا رسول الله؟ فقال: الجنة، قال أبوهريرة فأردت أن أذهب إليه فأبشره ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله فآثرت الغداء ثم ذهبت إلي الرجل فوجدته قد ذهب}}
و قد كان أبو هريرة عالما مجاهدا وعابدا, فقد أخرج أحمد عن أبي عثمان النهدي قال: تضيفت أبا هريرة فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل أثلاثا, يصلي هذا ثم يوقظ هذا.'''' ==
أبو هريرة والحديث الشريف
يعتبر أبو هريرة من الشخصيات التي يختلف حولها بخصوص رواية الحديث، فبينما يرى البعض ان أبو هريرة قد عاشر رسول الإسلام محمد بن عبد الله عاما وتسعة أشهر أو ثلاثة أعوام حسب بعض الروايات ،وروى عنه 5374 حديث، أخرج منها البخاري 446 حديث . ويرى البعض الآخر بأن الله حبب لأبي هريرة صحبة رسول الله و حفظ أحاديثه فكان أكثر رواة أحاديث رسول الله ، و حفظ للمسلمين ثروة طائلة من السنة النبوية, و قد اختاره الله لهذه المهمة الجليلة فوهبه ذاكرة قوية محققا دعوة خير البرية.
روي عن أبو هريرة في صحيح البخاري و صحيح مسلم :
أنه قال:إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن النبي (صلى الله عليه و سلم) ، إني كنت امرءا مسكينا صحبت النبي (صلى الله عليه و سلم) على بطني, وكان المهاجرون تشغلهم التجارة في الأسواق, و كانت الأنصار يشغلهم القيام على جمع أموالهم. فحضرت من النبي مجلسا فقال: من بسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا سمعه مني, فبسطت ردائي على حتى قضي حديثه ثم قبضتها إلي ، فوالذي نفسي بيده لم أنسى شيئا سمعته منه (صلى الله عليه و سلم). و لذا كان مرجع الصحابة رسول الله .
روى النسائي : في باب العلم من سننه أن رجلا أتى إلى زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال: عليك بأبي هريرة, فإني بينما أنا جالس و أبو هريرة و فلان في المسجد ذات يوم ندعو الله و نذكره إذ خرج علينا النبي حتى حضر إلينا مسكنا فقال: عودوا للذي كنتم فيه. فقال زيد : فدعوت أنا و صاحبي قبل أبي هريرة ، و جعل رسول الله يؤمن على دعائنا ، ثم دعا أبو هريرة, فذكر القرآنم إني أسألك ما سألك صاحبي و أسألك علما لا ينسى ، فقال رسول الله آمن ، فقلنا: يا رسول الله نحن نسأل الله علما لا ينسى فقال بها الغلام الدوسي. وهذا يدل على مدى شغل أبي هريرة و تلهفه على تحصيل العلم النبوي فكان شغله الشاغل .
عن أبي هريرة أنه قال : يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ، قال رسول الله لقد ظننت يا أبا هريرة أنه لا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث, أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا قلبه
[تحرير] جهاده
شهد حرب الردة مع أبي بكر وعلي بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه و سلم). أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي قال
(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها و حسابهم على الله, قال فلما كانت الردة قال عمر لأبي بكر تقاتلهم و قد سمعت رسول الله يقول :كذا و كذا؟ فقال أبو بكر : و الله لا أفرق بين الصلاة و الزكاة و لأقاتلن من فرق بينهما, قال أبو هريرة فقاتلت معه.
بعض الأقوال فيه رضى الله عنه
ذكر ابن سعد في الطبقات أن أبا هريرة حدَّث ذات مرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديث ( من شهد جنازة فله قيراط ) ، فقال ابن عمر : " انظر ما تحدث به يا أبا هريرة فإنك تكثر الحديث عن النبي فأخذ بيده فذهب به إلى عائشة ، فقال : أخبريه كيف سمعتِ رسول الله يقول ، فصدَّقَت أبا هريرة ، فقال أبو هريرة : يا أبا عبد الرحمن والله ما كان يشغلني عن النبي غرس الوَدِيِّ ، ولا الصفق بالأسواق ، فقال: ابن عمر : " أنت أعلمنا يا أبا هريرة برسول الله وأحفظنا لحديثه " وأصله في الصحيح .
وأخرج ابن كثير في تاريخه عن أبي اليسر عن أبي عامر قال : كنت عند طلحة بن عبيد الله ، إذ دخل رجل فقال : يا أبا محمد ، والله ما ندرى هذا اليماني أعلم برسول الله منكم ؟ أم يقول على رسول الله ما لم يسمع ، أو ما لم يقل ، فقال طلحة : " والله ما نشك أنه قد سمع من رسول الله ما لم نسمع ، وعلم ما لم نعلم ، إنا كنا قوماً أغنياء ، لنا بيوتات وأهلون ، وكنا نأتى رسول الله طرفي النهار ثم نرجع ، وكان هو مسكيناً لا مال له ولا أهل ، وإنما كانت يده مع رسول الله وكان يدور معه حيث دار ، فما نشك أنه قد علم ما لم نعلم ، وسمع ما لم نسمع " وقد رواه الترمذى أيضاً . وروى في فضائل الحسن و الحسين أكثر من حديث ، وهو الذي كشف عن بطن الحسن ، وقال : أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله يقبل ، وكان أبو هريرة ممن نصر عثمان يوم الدار كما نصره علي وابنه الحسن و الحسين .
وفاته
طال عمر أبي هريرة بعد الرسول 47 عاما. دخل مروان عليه في مرضه الذي مات فيه فقال شفاك الله ، فقال أبو هريرة : اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي, ثم خرج مروان فما بلغ وسط السوق حتى توفي رحمه الله, بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع سنة 57 هـ عن عمر يناهز 78 عاما قضاها في خدمة حديث رسول الله .
و قد روى عنه نحو ثمانمائة رجل من أهل العلم من الصحابة و التابعين و غيرهم, و روى عنه أصحاب الكتب الستة و الإمام مالك بن أنس في موطأه ، و الإمام أحمد بن حنبل في مسنده, و قد جمع أبو إسحاق إبراهيم بن حرب العسكري المتوفى سنة 282 هـ مسند أبي هريرة و توجد نسخة منه في خزانة كوبرلس بتركيا كما ذكر صاحب الأدب العربي