افتتحت اليوم بالعاصمة الصينية بكين دورة الالعاب الاولمبية السادسة والعشرين في حفل مبهر قدمت الصين خلاله وجهها العصري للعالم وشهد إطلاق الآلاف من الألعاب النارية وأعاد التذكير بتاريخ الصين القديمة ليكتب كلمة النهاية لجدل سياسي دام شهورا.
وقد تولى جيش من قارعي الطبول قوامه 2008 أفراد القيام بالعد التنازلي لافتتاح الدورة الاولمبية التي تعد دليلا على نهضة الصين من العزلة والفقر وتحولها إلى قوة اقتصادية .
وأطلقت سلسلة من الألعاب النارية الهائلة في الهواء مضيئة ميدان تيانانمين في قلب العاصمة الصينية ثم أطفئت الأنوار لتظهر غابة من العصي باللون الأحمر في أيدي قارعي الطبول الذين رددوا عبارة "حضر الأصدقاء من بعيد كم نحن سعداء" لتصل الاثارة الى ذروتها برفع لي نينج لاعب الجمباز الصيني بأسلاك في سماء الاستاد ليحاكي السير بالحركة البطيئة حول حافته قبل ان يوقد المرجل الاولمبي العملاق.
وتوج الحفل سبع سنوات من العمل الذي أعاد رسم خريطة بكين كما جسد طفرة صناعية عززت وضع الصين في العالم حيث اصبحت رابع اكبر اقتصاد على مستوى العالم، ليعلن الرئيس الصيني هو جينتاو بعدها افتتاح الالعاب الاولمبية أمام 91 الف مشاهد اكتظت بهم جنبات الاستاد الملقب "عش الطائر".
واستعان المنظمون بنحو 14 ألف شخص و29 ألف قذيفة من الألعاب النارية لعرض الافتتاح اليوم الذي يقدم مخرجه السينمائي الشهير تشانج ييمو الذي منعت أعماله في يوم من الأيام من العرض في الصين رؤية سينمائية لخمسة آلاف عام من التاريخ الصيني.
وبلغت تكلفة الألعاب 43 مليار دولار لتحطم الرقم القياسي السابق الذي سجلته دورة اثينا 2004 التي كلفت 15 مليارا لكن اولمبياد بكين تسببت كذلك في طرد آلاف الأشخاص من مساكنهم لإفساح المجال امام بناء الاستادات الحديثة.
وفتحت السلطات الصينية ميدان تيانانمين شاسع المساحة امام العامة لمنحهم فرصة مشاهدة الالاف من الالعاب النارية، وكان البهجة هي كلمة السر هناك حيث هتف الالاف من قاطني بكين "الصين.. الى الامام".
وقد لقيت بعثات الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والعراق تحية كبيرة فيما دوت عاصفة من التصفيق عند دخول بعثة تايوان الى الاستاد في اشارة الى المزيد من ذوبان الجليد الذي يعتري العلاقات، فيما كانت التحية الاكبر من نصيب منتخب الصين البلد المضيف، الذي يتوقع منهم تأكيد مكانة بلدهم القوية من خلال تصدر جدول الميداليات لأول مرة.
ويقود ياو مينج لاعب كرة السلة المحترف بالدوري الأمريكي وأشهر رياضي صيني وفد بلاده في حفل الافتتاح، كما اختار الرياضيون الامريكيون اللاجيء السوداني السابق لوبيز لومونج لحمل العلم الامريكي في المضمار. وكان لومونج قضى عشر سنوات في مخيم للاجئين قبل استقراره في الولايات المتحدة .
.
ومن بين الرياضيين الذين سيشاركون مبكرا في المنافسات السباح الامريكي مايكل فيلبس الذي قد يصبح أول رياضي في العالم يحصد ثماني ميداليات ذهبية في دورة اولمبية واحدة ليكون أكثر الرياضيين حصولا على الميداليات الاولمبية على الإطلاق.
وتولت قوة من الشرطة قوامها مئة ألف شخص مهمة توفير الامن ومنع الهجمات والاحتجاجات المعارضة في وقت أبعد فيه المعارضون عن الأنظار، وقد أدت الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات الصينية إلى تحول العاصمة بكين إلى مدينة مهجورة قبل ساعات قليلة من افتتاح دورة الألعاب الأولمبية "بكين 2008" اليوم الجمعة.
حيث انتشر 100 ألف جندى و400 ألف عنصر من الشرطة في أرجاء العاصمة لحفظ الأمن ومراقبة الطرقات ، بجانب 48 طائرة مروحية و74 طائرة مقاتلة في محيط ملعب "عش الطائر" الذي يستضيف الافتتاح .
وقامت الحكومة الصينية بمنح المواطنين أجازات إجبارية في إجراء يهدف إلى تخفيف حدة الازدحام في الشوارع مع وصول قادة قرابة 80 دولة لحضور الحفل الذي يخشى أن يتعرض لهجمات إرهابية.
هذاوستنطلق المنافسات الرياضية بقوة غدا السبت مع بدء 18 لعبة بينها السباحة والجمباز وستحسم سبع ميداليات ذهبية لستمر حتى 24 اغسطس اب الجاري بمشاركة 10500 رياضي من 204 دول وهو رقم قياسي يتنافسون على 302 ميدالية ذهبية في 28 لعبة.
وفيما تقام المنافسات في بكين لكنها ستمتد أيضا لمسافة ألفي كيلومتر حيث ستقام منافسات الفروسية في هونج كونج بينما ستتوزع منافسات كرة القدم على أنحاء البلاد وستقام منافسات اليخوت في شينجداو. .
ومن المتوقع أن
تحتشد جماهير غفيرة لتشجيع الرياضيين بعدما تم بيع سبعة ملايين تذكرة وهو ما يضمن حضورا جماهيريا حاشدا على عكس ما كان عليه الوضع في اثينا حين لعب معظم الرياضيين أمام مدرجات خاوية.
يشار الى انه وكما حدث في 2004 شهدت الفترة التي سبقت اولمبياد بكين فضائح منشطات وسقط عدد من الرياضيين في اختبارات للكشف عن المنشطات خلال الأسابيع التي سبقت الدورة ووعد المسؤولون بإجراء 4500 اختبار خلال الدورة.