بعد 3 أيام تم توزيع ميداليات 34 مسابقة.. نصيبهم منها برونزية واحدة
مع ختام منافسات اليوم الثالث من فعاليات دورة الالعاب الاولمبية المقامة حاليا في بكين أدرك المتابعون للدورة أن المنافسة لن تخرج عن نطاق المتوقع وأن المفاجآت غير واردة بقوة فالمنافسة تشتعل بين الكبار وليس هناك مكان لأنصاف الاقوياء. ومع مرور ثلاثة أيام حتي الان شهدت توزيع ميداليات 34 مسابقة وسباقا أدرك الجميع أن الصين قطعت الخطوة الاولي نحو تحقيق التوقعات المنتظرة منها وأنها مرشحة بقوة لكسر احتكار الامريكيين للقب الدورات الاولمبية. وتتصدر الصين جدول ميداليات الدورة منذ امس الاول ونجحت في ترك بصمتها في مختلف السباقات التي شاركت فيها بما في ذلك السباقات التي لم تفز فيها بأي ميدالية مما يؤكد أنها قادرة علي تحقيق النجاح في الرياضة مثلما حققته في التنظيم. ولكن مازال الوقت مبكرا للحكم علي حسم لقب الدورة بشكل تام خاصة أن سباقات ألعاب القوي التي تتفوق فيها الولايات المتحدة لم تبدأ بعد ومن ثم يجب الانتظار لعدة أيام قبل تحديد معالم المنافسة علي قمة جدول الميداليات. لكن الشيء المؤكد الذي يبدو واضحا مثل الشمس أن البعثات العربية مازالت ضيوف شرف في العديد من الرياضات التي تشهدها الدورات الاولمبية. ووصل عدد من الرياضات حتي منتصف الطريق ورغم ذلك مازالت جعبة البعثات العربية خاوية إلا من الميدالية البرونزية التي أحرزتها اللاعبة الجزائرية ثريا حداد في منافسات الجودو. وبخلاف هذه الميدالية كانت نتائج اللاعبين واللاعبات العرب بعيدة تماما عن دائرة المنافسة علي الميداليات ليثير هذا علامات الاستفهام عن مدي استعدادات البعثات العربية لمثل هذه الدورات الأولمبية ومتي يدخل العرب في دائرة المنافسة بالالعاب الاولمبية ؟ والحقيقة أن الاجابة علي هذا السؤال تبدو محيرة لأن البعيدين عن المنافسة يتعللون دائما بأن ضعف الامكانات هو السبب الرئيسي لكن الامكانات متوافرة في العديد من الدول العربية وعلي رأسها بالطبع الدول الخليجية التي تملك هذه الامكانات اللازمة والدليل أنها بدأت في تجنيس العدائين الافارقة للمشاركة باسمها في المسابقات العالمية. وعلي الرغم من توافر الامكانات اختارت بعض الدول الخليجية الطريق الاسهل هو "شراء" البطل بدلا من صناعته رغم أن الطريقة الاخيرة هي التي تفيد علي المدي الطويل. والمشكلة الاخري بالفعل أن حصاد الدول العربية علي مدار تاريخها في الدورات الاولمبية قبل بكين اقتصر علي 75 ميدالية متنوعة وهو حصاد هزيل للغاية خاصة أن المشاركات العربية في الدورات الاولمبية بدأت في عام 1912 أي قبل 96 عاما. والمثير للدهشة بشكل أكبر هو أن أكثر من نصف هذا الرصيد جاء عن طريق مصر والمغرب حيث أحرزت الاولي 21 ميدالية مقابل 19 للمغرب فيما أحرزت الجزائر 12 ميدالية وتونس ست ميداليات مقابل أربع ميداليات للبنان وثلاث لسوريا وميداليتين لكل من قطر والسعودية وواحدة لكل من الامارات والعراق والكويت وجيبوتي والجزائر. ويكشف توزيع الميداليات العربية في الدورات الاولمبية عن المشكلة الحقيقية وراء هذا الرصيد حيث أحرزت مصر معظم ميدالياتها من خلال رياضات رفع الاثقال والمصارعة والملاكمة بينما كانت معظم الميداليات المغربية عن طريق ألعاب القوي أي أن كل من الدول العربية اعتادت التفوق في رياضتين أو ثلاث رياضات علي الاكثر وعندما تفشل في إحراز أي ميدالية فيها يكون الاخفاق التام هو مصيرها. ولعل ذلك هو ما يوضح سبب الاخفاق لليوم الثالث علي التوالي في انتزاع أي ميدالية ذهبية خلال أولمبياد بكين حيث ينتظر العرب الرياضات التي يتألقون فيها من أجل البحث عن حصاد هزيل هذه المرة أيضا. وتضع الامارات أملها في الدخول إلي جدول الميداليات علي كل من الرماية والتايكوندو في حين تركز السعودية وقطر والبحرين والمغرب في ألعاب القوي ومصر في المصارعة والخماسي الحديث. وقال عبد الحميد سلامة رئيس اللجنة الاولمبية التونسية إن أهم ما ينقص الدول العربية والافريقية بالفعل هو ما يطلق عليه "صناعة الأبطال" فهي نقطة ضعف كبيرة يجب العمل علي تفاديها من أجل تحقيق نتائج إيجابية. أما بالنسبة لفرصة تونس في المنافسة خلال الدورة الحالية فقال سلامة إنه أمر يحتاج للمفاجأة التي ستكون الطريق نحو إحراز ميداليات. يأتي ذلك بعد احتلال السباح التونسي أسامة الملولي للمركز الخامس في سباق 400 متر حرة وفشله في المنافسة علي أي ميدالية في السباق الذي تخصص فيه لسنوات. من جانبه قال محمود شكري نائب رئيس البعثة المصرية إن الامل مازال قائما بقوة في المنافسة علي ميداليات خاصة وأن رياضات الملاكمة والمصارعة والخماسي الحديث لديها فرص جيدة للغاية في المنافسة. وقال محمد الخاجة مدير البعثة الاماراتية إن البعثة تشارك في أولمبياد بكين بأكبر بعثة لها في تاريخ الدورات الاولمبية وتضم ثمانية لاعبين في سبع رياضات ولكنه يظل وفدا صغيرا في نفس الوقت. وأشار إلي أن البعثة تضم لاعبين سبق لهما المشاركة في الدورات الاولمبية من خلال أولمبياد أثينا هما "البطل الذهبي" الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم الذي أحرز الميدالية الذهبية في منافسات الرماية بأولمبياد أثينا والشيخ سعيد بن راشد آل مكتوم الذي يشارك أيضا في منافسات الرماية بالاضافة لستة لاعبين آخرين يشاركون في الاولمبياد للمرة الاولي كما أن الشيخة ميثاء بنت راشد آل مكتوم لديها فرصة إحراز إحدي الميداليات في منافسات التايكوندو. وفيما يتعلق بالمشاركة العربية في أولمبياد بكين قال الخاجة إنها متميزة من حيث عدد المشاركين بينما مازالت الانجازات قليلة ولابد أن تتحسن أوضاع الرياضة العربية في السنوات المقبلة لإحراز الميداليات.