أصبح المنتخب الأميركي على بعد مباراتين من استعادة عرشه الأولمبي بعدما بلغ الدور نصف النهائي من مسابقة كرة السلة ضمن أولمبياد بكين 2008 بفوزه الكبير على نظيره الأسترالي 116-85 في ربع النهائي. وانضم المنتخب الاسترالي الى لائحة ضحايا حملة ''منتخب الأحلام الخامس'' الساعي الى استعادة هيمنته على ذهبية هذه المسابقة بعدما تنازل عنها قبل 4 أعوام.
وأكد ''منتخب الاحلام'' وفي اختبار آخر جهوزيته لاستعادة عرشه والظفر بلقبه الاولمبي الثالث عشر في مشاركته السادسة عشرة، بعدما اكتسح منافسيه الخمسة في الدور الاول ومن بينهم نظيره الاسباني بطل العالم الذي تلقى درسا قاسيا وخسر بفارق 37 نقطة، ثم اضاف اليهم ضحية اخرى هي المنتخب الاسترالي الذي تمكن من مجاراته في بداية اللقاء رغم جلوس لاعب ارتكازه اندرو بوجوت المحترف في ميلووكي باكس على مقاعد الاحتياط بسبب ارتكابه خطأين مبكرين. وقاتل المنتخب الاسترالي على كل كرة ليتجنب خسارة المباراة في ربعها الاول ونجح في البقاء قريبا من منتخب الاحلام الذي تقدم بفارق 9 نقاط 15-6 في الدقائق الخمس الاولى لكن منافسه عاد من بعيد وعادل الارقام 21-21 في الدقيقة الاخيرة بفضل كريس انستي وباتريك ميلز قبل ان يعود ويتخلف في نهايته لكن بفارق نقطة وحيدة فقط 24-.25
وتغير الوضع في الربع الثاني اذ بدأ الاستراليون يلعبون بتسرع ما سمح لنجوم المنتخب الاميركي بالانطلاق في هجمات مرتدة سريعة اثمرت عن تقدمهم بفارق 7 نقاط 37-30 عبر فعالية كارميلو انطوني وبعض السلات الاستعراضية من الثلاثي دواين وايد وليبرون جيمس وكوبي براينت، ثم 12 نقطة 55-43 في نهاية الشوط الاول الذي اختتمه نجم يوتا جاز ديرون وليامس بسلة ثلاثية في الثانية الاخيرة. وحافظ المنتخب الاميركي على التقليد الذي كرسه في مبارياته الخمس في الدور الاول بحيث انه ضرب بقوة في بداية الربع الثالث وبدأ يبتعد تدريجيا فوسع الفارق الى 23 نقطة 66-43 و71-48 بقيادة براينت وجيمس ثم انضم اليهما وايد ليصبح الفارق 28 نقطة 89-69 قبل دخول الطرفين الربع الاخير الذي شهد تجاوز ''منتخب الاحلام'' حاجز المائة نقطة بعد أقل من 4 دقائق على بدايته (101-70) وللمرة الرابعة في الدورة بعد الاولى امام الصين (101-70) والثانية امام اسبانيا (119-82) والثالثة في مواجهة المانيا (106-57).
وكان النصف الثاني من الربع الاخير بمثابة تحصيل حاصل للاميركيين فاخرج المدرب مايك كرشيشفسكي الخماسي براينت ووايد وجيمس وانطوني ودوايت هاوارد من الملعب دون ان يسمح ذلك للاستراليين بتقليص الفارق ولو جزئيا لان كريس بول وكارلوس بوزر وتايشون برينس وسعوه الى 31 نقطة 116-85 في نهاية اللقاء.
وكان براينت افضل مسجلي اللقاء برصيد 25 نقطة، منها 12 من خارج القوس (4 ثلاثيات)، واضاف 5 متابعات، فيما كان نصيب جيمس 16 نقطة مع 9 متابعات، وانطوني 15 نقطة مع 5 متابعات. اما في صفوف استراليا التي تعرض لاعب ارتكازها بوغوت لاصابة ابعدته عن الشوط الثاني، فكان ميلز الافضل برصيد 20 نقطة واضاف غلين سايفيل 13 نقطة.
من ناحية أخرى حجز المنتخب الإسباني بطل العالم مقعده في الدور نصف النهائي بفوزه على نظيره الكرواتي دون عناء 72-59 في الدور ربع النهائي. ولم يجد المنتخب الإسباني الذي أصبح على بعد مباراة واحدة من معادلة أفضل نتيجة له في الألعاب الأولمبية، أي صعوبة تذكر في حسم المواجهة مع نظيره الكرواتي وصيف بطل أولمبياد برشلونة 1992 بفضل تألق لاعب ارتكاز لوس أنجلوس ليكرز باو جاسول الذي احتفل بخوضه المباراة رقم مائة مع منتخب بلاده وهو كان بدأ مسيرته الدولية في 15 أغسطس 2001 وكانت أبرز إنجازاته قيادة بلاده للقب مونديال 2006 في اليابان حيث اختير أفضل لاعب دون أن يخوض النهائي أمام اليونان بسبب الإصابة، وإلى نهائي كأس أوروبا العام الماضي عندما خسر أمام روسيا في مدريد بفارق نقطة وحيدة.
وأصبح باو جاسول رابع لاعب متواجد في التشكيلة الحالية يتجاوز حاجز المائة مباراة بعد خوان كارلوس نافارو وكارلوس خيمينيز وخورخيه جارباخوزا وفيليبي رييس وسينضم إليهم خوسيه مانويل كالديرون غداً في الدور نصف النهائي.
ويلتقي المنتخب الإسباني في دور الأربعة غداً مع نظيره الليتواني الذي وضع حدا لحلم المنتخب الصيني المضيف في الحصول على ميداليته الاولى بالفوز عليه 94-68 ويأمل الاسبان الذين كانوا خسروا مام الكروات في الدور الاول من مونديال اليابان، ان يتخطوا الدور نصف النهائي والوصول الى النهائي للمرة الثانية في تاريخهم بعد اولمبياد 1984 عندما خسروا أمام المنتخب الاميركي الذي كان يضم في صفوفه لاعبي الجامعات ومن بينهم حينها مايكل جوردان وباتريك ايوينج وكريس مولين وسام بيركنز.
وفي المباراة الثالثة، كرر المنتخب الليتواني، بطل اوروبا في 3 مناسبات آخرها عام 2003 سيناريو اثينا 2004 وجدد فوزه على نظيره الصيني بعد ان كان اطاح بالأخير من الدور ذاته قبل 4 اعوام (95-75)، ليحرمه من التأهل الى دور الاربعة لأول مرة في سبع مشاركات، علما ان صاحب الضيافة كان يخوض غمار ربع النهائي للمرة الثالثة بعد اتلانتا 1996 عندما خرج على يد يوغوسلافيا الوصيفة حينها (61-128) واثينا.
ولم يتأثر المنتخب الليتواني بضغط اكثر من 17 ألف متفرج احتشدوا لمؤازرة ياو مينج ويي جيانليان وزملائهما فتسيد اللقاء منذ منتصف الربع الاول ولم يتخل عن تقدمه حتى صافرة النهاية، ليدخل في معركة الخروج من العاصمة الصينية بميدالية كما فعل في برشلونة 1992 واتلانتا 1996 وسيدني 2000 عندما نال البرونزية في المناسبات الثلاث.
الجمعة 22 أغسطس - 2:58