لقد أصبح من المتعارف بين شعوب الأرض قاطبة أن مجال الرياضة له صلة وثيقة بباقي المجالات، وأن تطور هذا المجال يعكس تطور باقي المجالات.
فإذا ما سلمنا بهذا الرأي ، وهو ما يؤكده الواقع حيث نجد الدول المتقدمة تحصد الميداليات حصدا يتماشى مع درجة تقدمها لم نتردد في القول بأن مجال الرياضة المتعثر عندنا إنما يعكس تعثرنا في باقي المجالات ، وتخلفنا عن الركب الحضاري.
فقبل أن يتوجه وفدنا الرياضي إلى الصين للمشاركة في الألعاب الأولمبية كان مجلسنا الأعلى للتعليم قد رفع تقريرا عن وضعية التعليم الكارثية ونادى بالبرامج الاستعجالية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وكان هذا كافيا للاعتذار عن عدم المشاركة في تظاهرة رياضية عالمية لها دلالتها ولا تعني مجرد المشاركة فيها شيئا.
ومعلوم أن قطاع التعليم هو قاطرة التطور ، فإذا ما تهاوت أركانه ساد الانهيار أركان باقي القطاعات. ومعلوم أيضا أن قطاع الرياضة يرتبط بقطاع التعليم ارتباطا وثيقا حتى أن الرياضة تعتبر مكونا من مكونات المناهج التعليمية. ويساير قطاع الرياضة قطاع التعليم ، ويؤثر الواحد في الأخر لوجود علاقة جدلية بينهما.
ولقد كانت نتائجنا الرياضية في دورة الألعاب الأولمبية كنتائج تعليمنا حيث دخل رياضيونا حلبات المنافسة دون استعداد تماما كما خاض تلاميذتنا الامتحانات بدون استعداد ، فكانت النتائج في المجالين واحدة.
وإن المرء ليحس بغبن كبير وهو يرى مثلا ملاكمنا يتحول إلى كيس من رمل أمام الملاكم الصيني فيلاكم الملاكم الصيني بيديه بينما يلاكم ملاكمنا بوجهه ، كما أن عدائينا رضوا بأن يكون مع الخوالف ، ومن تقدم منهم لم يعد محسوبا علينا ، وقد غادرنا إلى غيرنا بعد أن لم يجد عندنا ما يلبي طموحاته.
إن الواجب الوطني يقتضي من المسئولين عن قطاع الرياضة أن يقدموا على الأقل اعتذارا للشعب المغربي على هذه النتائج المخيبة للآمال ، أو أن يعرفوا أقدارهم فيجلسوا دونها بتقديم استقالا ت لفسح المجال لمن هو أقدر منهم على رعاية قطاع الرياضة على الوجه المشرف. ولعله من المتداول عادة في قطاع الرياضة إقالة كل مسئول عن فشلها حيث يسرح رؤساء الأندية الرياضية والمدربون عقب كل إقصاء يحل بالفرق الرياضية.
إن المسئول الذي غرر بالملاكم الشاب وطوح به في حلبة الملاكمة دون استعداد أو إعداد ليكون أضحوكة أمام نظيره الصيني وأمام أنظار العالم يجب أن ينال جزاءه الأوفى لأن سمعة المغرب أغلى من أن يعرضها أحد للسخرية ولو تعلق الأمر بمجرد مقابلة في رياضة من الرياضات ، لأنه ليس من دأب المغاربة الرضا بالإهانة مهما كانت ولو في مجال الرياضة .
فهل سيحاسب المسئولون على مشاركتنا السلبية في الألعاب الأولمبية أم أن الأمر سيؤول إليهم من جديد وشعارهم كالعادة : المهم هو المشاركة كما آل أمر التعليم لمن أفسدوه من جديد ليزداد فسادا وكأن أرحام المغربيات قد عقمت أن تلد من يكون في مستوى طموح المغرب الذي لن يرضى له المغاربة ما دون الريادة في كل المجالات ؟؟؟؟؟