http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c0/Sphinxfront.jpg/250px-Sphinxfront.jpgأَنـا إِن قَـدَّرَ الإِلَـهُ مَماتـي .... لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي
مصر
بلد شيخ الروائيين العرب و أمير الشعراء و شاعر النيل و عميد الأدب العربي و غيرهم الكثير من عظماء الأدب .
دعاء الكروان
لا أعرف لمَ فكرت في هذا الموضوع عندما شاهدت فيلم دعاء الكروان عن قصة عميد الأدب العربي طه حسين، و تذكرت كيف كانت الأعمال الأدبية هي حجر الزاوية لأفلام الخمسينات و الستينات و أحيانا السبعينات .
رد قلبي ليوسف السباعي بطولة شكري سرحان عام 1959.
و أنا حرة لإحسان عبد القدوس بطولة لبنى عبد العزيز 1959 .
و بداية و نهاية لمحفوظ بطولة عمر الشريف 1960.
و الحرام ليوسف إدريس بطولة فاتن حمامة 1965.
و غير ذلك الكثير و الكثير و الكثير من الأفلام العظيمة المأخوذة عن أعمال أدبية قوية خلقت فكراًً في عقول الجميع و خاطبت عقولهم لا غرائزهم.
و عندما نرى أم كلثوم تغني لأمير الشعراء و شاعر النيل و حتى أبو فراس الحمداني و رامي و أحمد شفيق كامل و غيرهم.
و عبد الحليم حافظ يغني للأبنودى و مرسي جميل عزيز و مأمون و كامل الشناوي و حسين السيد و غيرهم و بالفصحى غنى لنزار و لخالد الفيصل وإيليَّا أبو ماضي و غيرهم .
و كذلك كان مطربي هذه الفترة العظيمة .
كان الأدباء هم فقط من يكتبون
كان الشعراء هم فقط من ينظِمُون
و الآن
من يكتب
قمة قمة الإسفاف
من أعطى الحق لأصحاب القصص التافهة المبتذلة إلى الخروج علينا بكل بجاحة من أجل طرح أفكارهم الرثة الفقيرة القذرة في أفلام ساقطة.
من أعطى الحق لكُتَّاب الأغاني التافهة أن تعانق حناجر المطربين ( و من بين هذه الحناجر ما هو أكثر تفاهة من الكلمات ).
كم من مسلسلات قدمها التليفزيون المصري السنوات الأخيرة و هي أقل من أن يقال عليها تافهة
و السبب أن النص ضعيف ضعيف
و كم من أعمال سينمائية تافهة لأبعد مدى و ساذجة و مسطَّحة
و السبب أن النص ضعيف ضعيف
و كم من أغنياتٍ تافهة و ساذجة
و السبب أن النص ضعيف ضعيف
كل هذا التسطيح و تجد من يصفق لهم و يقول الله
أين كُتَّاب مصر
أين شعراء مصر
هل السبب في الجمهور الذي أصبح يطلب العري و الجنس فقط و بالتالي يجب أن يُقدَّم لهم ما يريدون عن طريق كُتَّاب و شعراء تفصيل و حتى عندما تؤخذ رواية لكاتب معروف لتتحول إلى فيلم يكون السبب كونها تعتمد على الجنس بقوة و عنف.
أنصاف و أرباع المواهب يجدون من يرحب بهم و أصحاب العقول المسطَّحة يجدون من يرحب بهم .
مصر التي كانت قبلة الأدب هل ستصبح يوماًً ما قبلةً لقلة الأدب
و نحن ما زلنا نصفق و نصفق و نصفق
و إلى متى سنصفق