حكمت عليّا ظروف خاصّة الإنقطاع عن الكتيبة كيما عوّدت قرّاء المدوّنة الكرام وهاني باش نحاول نتدارك ما فاتني من أحداث في بداية هالصيفيّة المحنونة وإنشالله ربّي يعدّيها على خير. المشكلة ما عرفتش منين باش نبدى الحديث؟ برّى نبدالكم بموضوع خفيف من المفروض أنّو مصدر متاع جو وتفرهيد نحنا في أشدّ الحاجة ليهم في هالوقت الصعيب ألا وهو موضوع الرياضة. وخلّيني نبدى من حكايتي الخاصّة مع الرياضة قبل ما نوصل بيكم لموضوع الساعة.
خوكم عندي توّة مدّة وأنا نلوّج على قاعة رياضة محترمة ونظيفة وموش غالية برشة باش نحاول نسترجع فيها رشاقتي بعد ما عدّيت سنوات في التدريب على أعلى مستوى مع الفريق القومي للمشروبات الكحوليّة وتحصّلت خلالها على ميداليّات في كلّ الأصناف والحمد لله.
قلت عاد برّى يا مرحوم الوالدين إحشم على روحك وإسترجع لياقتك البدنيّة وإخدم عضلاتك قبل ما يفوت عليك الفوت وتكهّب على الأربعين وتولّي بو عايلة وظهرك يقوّس. وبما أنّ العقل السليم في الجسم السليم وبالتالي الجسم السليم لازمو زادة عقل سليم يقود فيه، فإنّي حاولت باش نستخدم عقلي بادئ ذي بدء في البحث عن أفضل قاعة رياضة في تونس العاصمة من حيث العلاقة بين الجودة والأسعار، وقمت بزيارات ميدانيّة نتفقّد على عين المكان، فكان أنّي لقيت ناس (نقصد في أصحاب قاعات الرياضة والمشرفين عليها) ضاربتهم النفخة والشبعة، يحكيو معاك تقول عاملين مزيّة، ونقصد خاصّة وبالذات في قاعة "الموفينق" في المنار حيث المطلوب منّك أن تدفع إشتراك متاع ثلاثة أشهرة بالمسبّق (تقريبا ميتين دينار) قبل حتى ما يخلّيوك تهبط تشوف الصالة والماتريال، وهو ما يعبّر عنه بلغتنا بـ"قطّوس في شكارة"!!
بالطبيعة النفخة هاذي مفهومة بما أنّها الناس كيف يجي الصيف تقبل على قاعات الرياضة والطلب يزيد، واللي هذا، ذكرا كان أو أنثى، يحبّ يولّي "يتشقنس" ويورّي في بدنو وستيلو المعوّج في ملابس الصيف إلّي تكشف العيوب وتفضح العورات والعياذ بالله. ولكن هذا ما يمنعش أنّي ما لقيتش في قاعات الرياضة إلّي درت عليها ما يبرّر الأسوام المشطّة (سبعين دينار في الشهر بالنسبة لبعض القاعات!) خاصّة كيف يبدى الماتريال أمورو تاعبة والناس إلّي حاطّينها تخدم لا علاقة بالرياضة. حاسيلو كانت لي مناسبة أخرى باش نكتشف أنّهم العريبة هاذم ماهمش متاع خدمة وما عندهم حتى علاقة بحاجة إسمها الحرفيّة أو "البروفاسيوناليزم"، وبالتالي فإنّ إختياري وقع بعد الدراسة المعمّقة لأغلبيّة قاعات الرياضة في تونس العاصمة على "بار" ماهوش خايب في لافايات باش نعدّي فيه القيلولة في البرود بلى رياضة بلى ريق بارد.
ومادمنا نحكيو على الرياضة خلّيني نعلّق قبل ما ننسى على الحدث الرياضي وحديث الساعة، ألا وهو إقالة طارق ذياب من هيئة الترجّي الرياضي. بالطبيعة سمعتو باللي صار، ولو فمّا إختلاف في تفسير مصدر القرار هذا. فمّا ناس متأكّدة من أنّ الإقالة وراها شيبوب ولكن شخصيّا ما انّجمش نأكّد الرواية هاذي، خاصة وأنّ طارق ذياب ما كانش مرغوب فيه من الأوّل وإعترضوا عليه برشة أطراف على خاطرو إنسان "كلمتو يقولها" وبالتالي كانت تنقصو معايير النفاق واللحيس والتبهنيس الضروريّة باش يمارس نشاط عادي في الدوائر العموميّة متاع جربوعستان، سواء في مجال الرياضة أو غيرها.
النقص الفادح في المؤهّلات متاع سي طارق ذياب كان واضح منذ البداية، وإلاّ كيف تجي تشوف آش جاب الملاعبي الوحيد المتحصّل على الكرة الذهبيّة الإفريقيّة في تاريخ جربوعستان باش يشدّ مسؤول في فريق كرة قدم؟ ماهو يحلّ شركة مناولة وإلاّ يخدم صبابطي ولاّ عطّار على روحو كيما يعملو الناس إلّي كيفو وأكاهو.. بأما صفة يحبّ يكون مسؤول في فريق كرة قدم؟ هاذي كان تصير تكون منافية لأهمّ المبادئ الجربوعيّة المتجذّرة عندنا ألا وهي مبدأ "الطحين قبل الأكسجين" و"البوماضة* قبل الرياضة"، وبالتالي فإنّ قرار إقالة طارق ذياب يبدو في ظلّ ما تقدّم قرارا سليما، سواء كان السليم هذا شيبوبا أو غير شيبوب.
طارق ذياب، إلّي تم إختياره "لاعب القرن" منذ فترة، وإلّي أهدى لتونس وللتوانسة لحظات من أروع ما ثمّة في أكثر من مناسبة (نتذكّر خاصّة أهدافو ضدّ المغرب وقتلّي رضا العودي قريب يعمل سكتة قلبيّة بالعياط والبكاء..)، غلط مرّة في حياتو نهار الفينال متاع كأس جربوعستان وما مدّش يدّو لمصافحة عبد الله الكعبي وزير الرياضة، إلّي تحصّل بالمناسبة هاذي على جائزة "وزير الأسبوع" لأوّل مرّة في مسيرتو المهنيّة بعد الضجّة الإعلاميّة الكبيرة إلّي تسبّب فيها الحدث هذا، ولكن هل كان هذا كافي باش الفيسك والضمان الإجتماعي ووزارات الفلاحة والتجهيز والداخليّة والخارجيّة بكلّها تسيّب إلّي عندها وتشدّ في قضيّة طارق ذياب وحمدي المدّب؟ صحيح حمدي المدّب رئيس الترجّي الرياضي التونسي هو إلّي شدّ صحيح في أنّ طارق ذياب يكون معاه في الهيأة، أما إذا كان لازم قرار كيما هذا باش شطر إدارات تونس تتذكّر أنّ حمدي المدّب مطالب هو زادة بالأداء وبالضمان الإجتماعي كيف التوانسة الكلّ، نقول يا حبّذا لو كان كلّ راجل أعمال يحطّولو معاه طارق ذياب يعمل معاه جميعتين وإلاّ ثلاثة خلّي الناس تدفع ما عليها والدولة تلقى ما تصرف على المشاريع التنمويّة!
هذا بالنسبة للرياضة وعالم الرياضة، وعلى فكرة أنا كنت في رادس نهارة النهائي متاع الكأس وعملت جو كبير على "حوار الشباب" إلّي صار فوق المدارج وفوق الميدان ومن بعدها خارج الستاد، أما الحقيقة من بعد خفت على كرهبتي على خاطر ما كانتش بعيدة على موقع الحريقة إلّي شعّلوها الهوكش. عندي بعض الصور ومقتطفات الفيديو إلّي سجّلتها بالبورطابل، يمكن نبوستيهالكم المرّة الجاية كان تحبّو.
هيّا أنّستو، خلّيني نمشي نترانى.. هههه
* المقصود بالبوماضة في هذا الإطار بوماضة "الفازلين" إلّي تساعد على تسهيل برشة أمور بالنسبة لعدد كبير من سكّان جربوعستان وتعاونهم على الصبر وتحمّل همّ الزمان في إطار إستراتيجيّة إلّي تشدّ بالسيف ماهوش كذا.