أوشكت ''بكين 2008 '' أن تضع أوزارها، لنودع واحدة من أهم وأشرس الدورات الأولمبية في التاريخ، وأوشكنا أن نعود لنردد أحاديث وحوارات مكررة ومعادة عن أسباب العودة بخفي حنين، وبنتائج متواضعة مثلما هو حالنا بعد البطولات الكبرى حيث نستيقظ على تصريحات واقعية تؤكد صعوبة تحقيق إنجاز في المحافل العالمية رغم أن التفاؤل كان العوان الأبرز قبل السفر، ورغم أن التجارب أثبتت أنه لايوجد مستحيل مع الإصرار والعزيمة والتخطيط السليم.
وكانت التصريحات التي أدلى بها إبراهيم عبد الملك الأمين العام للجنة الأولمبية والأمين العام لهيئة الشباب والرياضية لوسائل الإعلام الإماراتية من بكين قد ألقت بظلالها على الشارع الرياضي، حيث أشار إلى أن رياضة الإمارات تفتقد الأساسيات والبنى التحتية، داعيا إلى خصخصة الرياضة وإنشاء ملاعب خاصة بالألعاب الفردية التي تلقى إهمالا كبيرا مقابل كرة القدم والألعاب الجماعية، وأن أبطال الألعاب الفردية يجهزون أنفسهم بأنفسهم، وهو ما حدث مع سمو الشيخة ميثـــاء بنــت محمـــد بن راشد آل مكـــتـــوم والشيـــخ سعيـــد آل مكتوم والشيخ أحمد بن حشر صاحب ذهبية الرماية في أثينا والشيخة لطيفة آل مكتوم.
وتعددت ردود الأفعال حول التصريحات الواقعية التي أطلقها عبد الملك على خلفية عدم تحقيق النتائج والميداليات حتى الآن بالنسبة لمشاركة الإمارات وتركزت الآراء حول الواقع الصعب الذي تعيشه رياضة الإمارات وتحديدا الألعاب الفردية بعد تراجع دور الاتحاد وغياب مفهوم مشروع إعداد البطل الأولمبي أو وضع الخطط الاستراتيجية التي تمكننا من رفع علم الدولة في المحافل الدولية.
واتفقت الآراء على أن واقعنا يحتاج لتدخل سريع لتخليص الرياضة الفردية من سيطرة الأندية والاتحادات ونقلها إلى اللجنة الأولمبية والمراكز الخاصة والبدء في إطلاق مشروع البطل الأولمبي ليكون النواة في تجهيز لاعبي الألعاب الفردية والمواهب الواعدة بشكل علمي وفي معسكرات خارجية مكثفة.
وبشكل عام تعتبر فكرة مشروع البطل الأولمبي فكرة رائدة وتتطلب وقفة جادة من الجميع، مسؤولين وإدارات رياضية وأندية واتحادات كون المشروع مضمون النجاح لو توافر له الاهتمام الكافي خلال سنوات قريبة لنفتخر جميعاً بميلاد نجوم يقارعون منافسيهم في مختلف الألعاب الفردية ويمنحون بلدهم بطولات ومراكز متقدمة في دورات أولمبية كنا نحلم بها كثيراً.